سيف سبيعي في حفلة روك
لا يختلف حال بعض من شاركوا مبدأ عرفة بمنحى مختلف قليلاً. بعد جولة على الإخراج التلفزيوني وتقديم البرامج وكأن الحكاية “شوربة” كما يقال بالعامية، بمعنى إذا فشلنا تمثيلاً نحاول الصعود بالإعلام، وإن فشل الإعلام نحاول بالإخراج، وإن لم يبقَ لنا خيار فهيا بنا نختَر نمطاً غنائياً غريباً عن الشارع السوري لنصبح حديثه. وهذا ما قام به الممثل السوري سيف الدين سبيعي، بإعلانه مؤخراً إقامة حفلة روك على المسرح المكشوف لدار الأوبرا، مع عدد كبير من العازفين وبتمويل من شركة اتصالات سورية واستغلال إحدى واجهات رؤوس الأموال لتبييض أموالهم في مثل هذا المشروع، وبدعم من مشاهير سوريين، مستغلاً حضورهم ليعيد لنفسه رونقاً جاء وهمياً بعد أداء لا يمكن أن يوصف إلا بالمخجل لفن الروك، وبنمط لا يشبه السبيعي المميز بحضوره ممثلاً، ما أوقعه بمطب النقد السلبي الحادّ على مواقع التواصل الاجتماعي.
نسرين طافش
وبينما يحاول البعض الغناء في سبيل إعادة إثبات الوجود نظراً إلى ضعف الحضور الجماهيري، ولكن ما حاجة الفنان الشهير، صاحب التريند على مواقع التواصل الاجتماعي، ليقود نفسه إلى الغناء؟ فإذا نظرنا إلى ما تقدمه الفنانة السورية نسرين طافش في الغناء، فسيكون بالإمكان اختزال النتيجة بـ الكثير من الميك-آب والفساتين والألوان، وفي هذا الجواب ستواجه غياب دورها ممثلةً متينة رغم قوة الحضور والأداء في معظم الأعمال.
هكذا، لم تكتفِ طافش بكل ما حصلت عليه من شهرة، بل تحول ذلك إلى هاجس مبالغ فيه دفعها إلى سماع نصيحة صديق المشاهير جمال فياض، والغناء بكثافة على مدار ثلاثة أعوام متتالية، لتسجل رصيداً كبيراً بعدد الأغاني، ومتابعة شبه معدومة، رغم الكمية الكبيرة مما طُرح، إلا أن نوعية الكلام والألحان لا تشبه المستمع في ظل حاجته لكلام وأسلوب يلامس ما في داخله، مثلما تفعل الأغاني الرائجة هذه الأيام. بهذا، لم تلق طافش، في معظم الأحيان، سوى النقد والسخرية من المتابعين، مطالبين إياها بالعودة إلى التمثيل، والتوقف عن الغناء، لكن يبدو أنّها مصرّة على الأخير رغم كل شيء.
في مساحة مثل صفحات السوشيال ميديا النقدية، التي لا تقبل الجدال أو تحتمل الهفوات بسبب انتشار مراصد قادرة على رصد أصغر هفوة للفنان، قد تكون أي خطوة جديدة يقدم عليها الفنان بمثابة فخ يسير به إلى النهاية، فبدل أن يتجه الممثلون إلى التخصص بمجالات دقيقة واحتراف المهنة، مسرحاً كانت أو سينما أو دراما تلفزيونية، باتوا يقامرون برصيدهم الفني لدى الجمهور من أجل البقاء في سلّم التريند.
Source: alaraby.co.uk